أهمية العادات والتقاليد في تربية الأطفال وحماية للهوية من التقاليد الغربية
![]() |
أهمية العادات في تربية الأطفال لحمايتهم من التقاليد الغربية |
تأثير الهوية علي الأطفال تبدأ من البيت
نجد أن الأسرة الخليجية والعربية كانت ولا تزال الحاضن الأول للهوية، والمصدر الأساسي لغرس القيم والمبادئ، فحين ينشأ الطفل في بيئة تكرّس احترام الكبير، وتهتم بصلة الرحم، وتعتز بلغتها ودينها، فإنه يكتسب مناعة فكرية وسلوكية تجعله أكثر وعيًا بما حوله. وتصبح تلك العادات والتقاليد التي يتلقاها في سنواته الأولى مرجعًا له عند الاحتكاك بثقافات أخرى.
أحترس أيها الأب حين يصبح الغزو ناعمًا
لسنا في مواجهة مباشرة مع ثقافات أخرى، بل نعيش اليوم في عصر "الغزو الناعم" الذي يتسلل عبر الشاشات، والألعاب، والأفلام، وحتى تطبيقات التعليم والتواصل. فبعض القيم الغربية، مثل الفردية المطلقة أو التطبيع مع مفاهيم أخلاقية غريبة عن ثقافتنا، قد تُقدم للأطفال بشكل جذّاب وعفوي، لكنها تترك أثرًا عميقًا في تفكيرهم وسلوكهم. ومن دون تربية راسخة تُقدّر العادات الأصيلة، يصبح الطفل عرضة للتشويش والانبهار بما هو دخيل.
دور المؤسسات التربوية والإعلامية
لا يمكن للأسرة وحدها أن تحمل هذا العبء، فالمؤسسات التعليمية في الخليج مطالبة بتعزيز دورها في بناء الهوية، من خلال المناهج التي تُرسّخ الانتماء والاعتزاز بالتراث. كما يُنتظر من الإعلام المحلي أن يكون أكثر فاعلية في تقديم محتوى موجه للأطفال، يربطهم بثقافتهم بأسلوب جذّاب ومبتكر ينافس المحتوى الأجنبي.
إن تربية الأطفال في دول الخليج على العادات والتقاليد ليست ترفًا ثقافيًا، بل هي ضرورة وطنية وثقافية لحماية النشء من الذوبان في ثقافات قد تفرغهم من هويتهم. فالمطلوب اليوم هو بناء جيل واثق بهويته، معتز بتاريخه، ومنفتح على العالم بعقل ناقد لا منبهر. جيل يعرف من هو، قبل أن يقرر من سيكون.
تعليقات
إرسال تعليق